ما كان يستقر النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة حتى بدأت المعارك الحربية بينه وبين قريش ومن الأهامن قبائل العرب ، وقد اصطلح المؤرخون المسلمون على أن يسموا كل معركة بين المسلمين والمشركين وخصوها النبي بنفسه " غزوة" وبلغت عدد سراياة ثمانية وثلاثني سرية ،ونقتصر في هذا العجالة على أشهر غزواته ، وهي :
1- غزوة بدر الكبرى ، وكانت في اليوم السابع عشر من رمضان للسنة الثانية من الهجرة ، وسببها أن النبي صلى الله عليه وسلم ندب يريد قتالاً ، ولكن القافلة التي كان يقودها أبو سفيان قد نجت بعد أن كان أرسل إلى قريش يستنفرها لحماية القافلة ، فخرجت قريش في نحو من ألف مقاتل ، منهم ستمائه دارع( لابس للدرع ) ومائة فرس عليها مائة درع سوى دروع المشاة وسبعمائة بعير ، ومعهم القيان يضربن بالدفوف ن ويغنين بهجاء المسلمين .
غزوة احد
وكانت يوم السبت لخمس عشرة خلت من شوال في العالم الثالث للهجرة ، وسببها أن قريشاً أرادت أن تثأر ليوم بدر ، فما زالت تستعد حتى تجهزت لغزو الرسول صلى الله عليه وسلم في المدينة ، فخرجت في ثلاثة آلاف مقاتل ، ما عدا الأحابيش فيهم سبعمائة دارع وماتئا فارس ، ومعهم سبع عشر أمراة ، فيهن هند بنت عتبة زوج أبي سفيان ، وقد قتل أبوها يوم بدر ، ثم ساروا حتى وصلوا بطن الوادي من قبل ان ( وهو جبل مرتفع يقع شمال المدينة على بعد ميلين منها) ، مقابل المدينة ، وكان من رأي الرسول وعدد من الصحابة أن لا يخرج المسلمون إليهم ، وكان من رأي الرسول وعدد من الصحابة أن لا يخرج المسلمون اليهم ، بل يظلون في المدينة ، فإن هاجمهم المشركون صدوهم عنها ، ولكن بعض شباب المسلمين وبعض المهاجرين والأنصار ، وخاصة من لم يحضر منهم معركة بدر ولم يحصل له شرف القتال فيها ، تحمسوا للخروج إليهم ومنازلتهم في أماكنهم ، فنزل الرسول صلى الله عليه وسلم عند رأيهم ، ودخل بيته وليس لأمته ( درعة ) ، وألقى الترس في ظهره ، وأخذ قناته بيده ، ثم خرج إلى المسلمين ، وهو متقلد سيفه ، فندم الذي أشاروا عليه بالخروج إذا كانواسبباً في حملة علىخلاف رأيه ، وقالوا للرسول : ما كان لنا أن نخالفك فاصنع ما شئت أو أقعد إن شئت ، فأجابهم الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله : " ما كان ينبغي لنبي إذا لبي لأمته أن يضعها حتى يحكم الله بينه وبين عدوه " ، ثم خرج والمسلمون معه في نحو ألف بينهم مائة دارع وفرسان .
غزوة الحديبية
وكانت هذه الغزوة في غرّة ذي القعدة من السنة السادسة من الهجرة النبوية المباركة، وكان سببها أنه (ص) رأى في المنام وهو بالمدينة قبل أن يخرج إلى الحديبية ان اللّه يأمره أن يدخل المسجد الحرام، وأن يطوف ويحلق مع المحلّقين.
وقيل : إنه (ص) رأى انه دخل هو وأصحابه المسجد الحرام، وأخذ مفتاح الكعبة، وطافوا واعتمروا، وحلق بعضهم وقصر بعضهم، فأخبر بذلك أصحابه ففرحوا، وحسبوا انهم داخلوا مكّة عامهم ذلك.