(بعد سفر عميق في الخيالات , و مغامرة مشوّقة في اللاّ حياة ... يُفيق)
* اليوم هو . . .؟؟ أنا لا أدري ما هو تاريخ اليوم و لا يهمّني في أيّ حقبة نحن , كل ما أذكره و ما يهمّني أن هذا اليوم هو أوّل
أيامي عطلتي الصّيفية المدفوعة الأجر بالطّبع . بعد جهد عام كامل من العمل و الشّقاء ...أجل , أنا لا أتذكّر التّاريخ لكن ما أذكره
يكفي , أليس هذا جيّدا ...؟؟.
حسنٌ , سأجهّز نفسي كي أتمتّع بجمال البحر و الشّاطئ ... فأنا ابن تونس . . . يا فرحتي ...
أنا أتذكّر المكان ... هذا جيّد كفاية .
أين الحقيبة الرّياضية , آ .. هاهي ذي ...أين خزانة ثيّابي ؟؟ من أسأل ؟ نسيت أنّي أعيش وحدي ... يبدو هذا جيّدا أيضا .
بعد تجهيز كل ما يلزم حان وقت الاتصال بأصدقائي , فلا طعم لأيّ متعة دون مشاركة الأحبّاء فيها , لكن سأقصي بعض
الأسماء و خصوصا عبد الرّحيم . فبخلاف اسمه لا رحمة في هذا الشّخص ...لقد أفسد عطلة العام الماضي على الجميع حين
ذهب باكرا إلى الجهة الصّخرية من الشّاطئ التّي لا يتجرّأ على الاقتراب منها أيّ أحد , ثمّ قام بالقفز من هناك من علوّ سبعة أمتار
على مرأى منّا . . . انتظرنا خروجه مدّة خمس دقائق كاملة لكن لا أثر له, و سرعان ما بدأ الخوف يدبّ في قلوب الشِّلة فلعل مكروها قد حل به ؟
إنّه سبّاح ماهر ؟. . . بل هو أمهر من في المجموعة ؟. . . تذكّرت , كان ينوي الزّواج من ابنة عمّه العام المقبل فهذا ما
تعاهدت عليه عائلتاهما مذ كانا صغيرين ؟... يال حظّه العاثر . . . المسكين . . .
واصلنا البحث حتّى أجهدنا التّعب و كانت الشّمس توشك على المغيب , فعدنا إلى مخيّمنا المنصوب قرب الشّاطئ و علامات
الحسرة و الحزن بادية على الجميع . . . و كانت المفاجئة .
لقد وجدناه ممدّدا هناك ؟؟ أهو ميّت ؟ من أحضره ؟ هل ....؟؟؟ أحد الأصدقاء : إنّه نائم ؟. . . نائم ؟
كان نائما هناك كالملاك أو كالشّيطان في هيئة ملاك , لقد خدعنا جميعاً . فبعد قفزته تلك أكمل سباحة تحت الماء لأبعد مسافة
استطاع بلوغها كاتما أنفاسه , ثمّ خرج من مكان لا نراه فيه و ذهب إلى الخيمة ليأكل غداء الجميع , و ها هو الآن نائم ملئ أجفانه
لا يلقي بالا لما عانيناه من رعب فقدانه و ما اختبرناه من أسى فِراقه . . . اللّعين الملعون . . .
ليته اصطدم بصخرة في قاع البحر فقتلته و قتلت ساعات خوفنا عليه .
لن يأتي معنا مجدّدا . . . أو إن حصل ذلك فلن أذهب أنا إلى أيّ مكان .
(صوت خافت) ماذا تقول ؟ . قلت لن أذهب إلى أيّ مكان . أهذا مفهوم ؟.
(بركلة على المؤخّرة ) إنهض يا أبله , كفاك نوما فأمامك يوم حافل بالعمل .
أَيْ , ماذا يجي ؟ أكنت نائما ؟ ألم يحِن موعد راحتي ؟
ربّ العمل : لا يا حبيبي لم تكن نائما بل كنت في غيبوبة , هيّا ... إنهض فمازال أمامك أسبوع كامل من العمل قبل أن أرتاح من
رؤية وجهك كلّ صباح و أنعم بعطلة صيفيّة هانئة ... هيّا , تحرّك يا "هاني" .
. . . يبحر(يتبع) إن حاز رضى المبحرين .
//أوّل محاولة كتابة لي , و أوّل طرح لها عندكم//